Friday, August 28, 2009

مع الأعراب


بسم الله الرحمن الرحيم

خير وافر .. على .. سطر واحد

رحيم القلب فاجتمعوا حولك 1 .. من مواقفه مع الأعراب

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن أعرابياً دخل المسجد ، ثم جعل يبول ، فأخذت الصحابة الغيرة فنهو وصاحوا به ؛ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي الحكمة في الدعوة إلى الله –عز وجل- قال : لا تزرموه -أي لا تقطعوا عليه بوله- ، فلما قضى الأعرابي بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب عليه ذنوب من الماء -أي دلو من ماء- ، ثم دعا الأعرابي وقال له : إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى و أنما هي للصلاة وقراءة القران وذكر الله -عزوجل-

فما كان من الأعرابي بعد أن رأى من رحمة الرسول الكريم وحكمته إلا أن قال : اللهم ارحمني ومحمدا و لا ترحم معنا أحدا ، فضحك رسول الله وقال له : لقد ضيقت واسعاً يا أخ العرب

وقد دخل على النبي –صلى الله عليه وسلم- أعرابي ذات يوم فأخذته هيبة الرسول ، فقال صلى الله عليه وسلم : هوِّن عليك فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة .. والقديد : اللحم المجفف

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبه شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة الجذب ، ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " إِن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم يستعينه في شيء ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلَّم شيئاً ثم قال له : " أأحسنت إليك ؟ " قال الأعرابي : لا ولا أجملت

فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه . فأشار النبي الكريم إليهم أن كفوا ، فلما قام النبي عليه الصلاة والسلام ، وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال : " إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت " فزاده النبي الكريم شيئاً وقال : " أأحسنت إليك ؟ " قال : نعم ـ يعني الآن العطيّة معقولة ـ فجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرا

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجلٍ له ناقة ، فشردت عليه ، فاتَّبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً ، فقال لهم صاحب الناقة : خَلُّوا بيني وبين ناقتي ، فأنا أرفق بها منكم ، وأنا أعلم بها ، فتوجَّه إليها صاحبها ، وأخذ لها من قُمام الأرض ـ أي حشيش ، أي من نبات الأرض ـ ودعاها حتى جاءت واستجابت وشدَّ عليها رحلها ، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار


صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

اللهم سلمنا إلى رمضان ، وسلم رمضان لنا ، وتسلمه منا متقبلا